السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ شهر تقريبا ومازالت
باكستان
تتعرض لأسوأ فيضانات في تاريخها
سيول جارفة وفيضانات عارمة ومياه أغرقت وأتلفت كل شيء
حالة مأساوية
تلك التي يعيشها إخواننا في باكستان
فالآلاف قتلوا ومثلهم مصابون والملايين شُردوا من منازلهم
باتوا يعيشون في العراء
بلا مأوى ولا غذاء ولا حتى ماء صالح للشرب
فالمياه كلها ملوثة
كارثة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى
بداية الكارثة كانت بسقوط كميات كبيرة جدا من الأمطار الموسمية
في مختلف أقاليم باكستان
بدأ بإقليم بلوشستان مرورا بإقليم خيبر ومدينة بيشاور
وليس آخرا إقليمي السند والبنجاب
أدت إلى فيضانات وسيول
جرفت المنازل ودمرت الأراضي الزراعية والحقول والسهول
ودمرت الطرق والجسور والبنايات
مما أدى إلى إغراق مدن بأكملها وقطع الطرق
وعزل مدن أخرى
وقتل أكثر من ألف شخص وإصابة أكثر من ألفين أخرين
وتشريد أكثر من ستة ملايين مواطن من منازلهم
بعد أن جرفتها السيول ودمرتها
كارثة إنسانية
بكل ما تحمله الكلمة من معنى
فاقت في حجم أضرارها حتى أمواج تسونامي وزلزال هاييتي
ورغم ذلك
ورغم كل النداءات من الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية
والتي بينت هول الكارثة
حيث أن ملايين الناس لا يزالون يرزحون في العراء
والمعونات الغذائية لا تصلهم
والأوبئة والأمراض بمختلف أنواعها بدأت تنتشر وتفتك بالناس
والأطفال هم أكثر المهددين بالإصابة بالأمراض
نتيجة شرب المياه الملوثة ونقص الطعام وتكاثر الحشرات وغيرها
رغم ذلك كله
لا تزال حملات الإغاثة والمعونات التي تصل إلى المنكوبين محتشمة
ولا توافق حجم وهول الكارثة
فلا يزال المجتمع الدولي عموما والعالم الإسلامي على وجه الخصوص
لم يبذلوا الجهد المطلوب لمساعدة إخوانهم المنكوبين في باكستان
فما وصل من مساعدات شحيحة من بعض الدول الإسلامية والأجنبية
من حملات وتبرعات وفرق إغاثة
لا يغطي حتى عُشر ما تتطلبه المأساة
فما الذي تنتظره دول العالم الإسلامي لعون ونصرة إخوانهم المسلمين الباكستانيين ؟!
لا أعرف والله ماذا ينتظرون !
فمن منبري المتواضع هذا
أناشد كل المسئولين في دول العالم الإسلامي
أن يقدموا يد العون والمساعدة لإخوانهم في باكستان
بكل أنواعها
من معونات مادية ومعونات إنسانية وكل ما يحتاجه إخوتنا
من أغذية وأدوية وخيام وفرق إغاثة ومستشفيات ميدانية وأطقم طبية وغيرها
فإذا لم نتحرك نحن المسلمون لنجدتهم
من سيتحرك إذا ؟
وأرجوا من كافة الدول الإسلامية
أن تفتح المجال للحملات الشعبية لكي يتمكن كل فئات الشعب من تقديم يد العون بما يستطيعون
ومحاولة توصيل كل مساعدة ممكنة بأي طريقة
وفتح أرقام خاصة للتبرع عبر الجوالات وبشتى الطرق
خاصة ونحن في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك
والمسلمون في كل أنحاء العالم
أحرص ما يكونون في هذه الأيام على فعل الخير
وفي الختام
أسأل الله العلي العظيم
بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى
في هذه الساعات المباركة من أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك
أن يعين إخوتنا في باكستان و يفك كربتهم
وأن يرحمهم برحمته وأن يرفع عنهم البلاء ويكشف عنهم الضر
ويبعد عنهم السقم ويشفي مرضاهم
اللهم آمين
يا رحمان يا رحيم يا رب العالمين
::