السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة طويلة
وأنا أسمع بأن هناك ليبيون خاصة في الجبل وزوارة
لديهم لغة خاصة
يتحدثون بها فيما بينهم
ولم يشد هذا الموضوع انتباهي إلا من سنوات قليلة مضت
عندما كان معنا في كورس اللغة الإنجليزية فتاة من مدينة زوارة
كانت رغم صغر سنها متميزة جدا ومجيدة للغة الإنجليزية وكانت تحاور الأستاذ بكل طلاقة
وتتحاور معنا في مواضيع أكبر من سنها بكثير
وأكثر ما اثار اهتمامي
هو حديثها عن الثقافة الأمازيغية
واللغة الأمازيغية التي تحاول الدولة الليبية آنذاك طمسها
فقد تحدثت عن معاناة الأمازيغ وتهميشهم ومحاولة مسح هويتهم
ولكنها أكدت لنا
أن أغلب الأسر الأمازيغية كانت تحرص كل الحرص على الحفاظ على موروثهم الثقافي
رغم كل التضييقات عليهم
فهي مثلا لا تتحدث داخل البيت مع أسرتها إلا بالأمازيغية
بل أنها تعلمت من والديها حتى طريقة الكتابة بتلك اللغة
وحتى عندما قال لها أحد الزملاء أن الأمازيغ لا يحبون العرب !!
أكدت لنا أن هذا الكلام عار عن الصحة
وأن هذا ما يحاول المسؤولون في الدولة إشاعته بين الناس
للتفتين بين الليبيين
حقيقة أكبرتُ قيها عاليا فخرها واعتزازها بأصلها ولغتها
وحرصها على الحفاظ على ثقافة آبائها وأجدادها
وبعد فترة
تعرفت على شباب أمازيغ من الجبل
الحقيقة كانوا بحق نعم الناس وتشرفت كثيرا بمعرفتهم
شباب قمة في الأدب والأخلاق والرقي
والحق تعلمت منهم العديد من الكلمات باللغة الأمازيغية
وتمنيت أن تتاح لي الفرصة لأن أتقن هذه اللغة في يوم ما
وتأكد لي مدى حرص أمازيغ ليبيا على أن لا يضيع ما ورثوه عن أجدادهم
وسبحان الله
في الوقت الذي لم يطالب به الأمازيغ في ليبيا إلا بحقهم في التحدث بحرية بلغتهم
وإظهار تراثهم وثقافتهم للعلن
فإذا به
تأتي ثورة 17 فبراير
لتنتصر للمظلومين وتعطيهم كامل حقوقهم التي سلبت منهم في عهد الطاغية
وليصبح بإمكان أمازيغ ليبيا أن يعبروا عن أنفسهم
وعن لغتهم وثقافتهم
بكل حرية
شأنهم شأن كل الليبيين
أن يعيشوا أحرارا على أرض ليبيا الحرة
هذه الأرض التي روتها دماء شهدائنا البواسل
من كل المدن الليبية
في ثورة جمعتنا نحن الليبيين ووحدتنا جميعا
وصهرتنا في بوتقة واحدة
لا عرب ولا أمازيغ ولا شرقي ولا غربي
كلنا اتحدنا من أجل أن تنتصر الثورة
فكنا لُحمة واحدة يجمعنا حب هذا الوطن الغالي
( لـيبيـا )
وكم كنت مبتهجا وأنا أشارك إخوتي الفرحة
يوم الثلاثاء الماضي
في ليلة مميزة من ليالي طرابلس الرائعة
ليلة لا تنسى
رُسمت فيها لوحة فسيفسائية جميلة تدل على مدى تلاحم الليبيين مع بعضهم البعض
إخوة متحابين
فرحين
وإخوتنا الأمازيغ كانوا في قمة السعادة
فـ ها قد جاء اليوم
الذي بات بإمكانهم أن يخرجوا في ميدان الشهداء
بكل حرية
ويعبروا عن آرائهم ومطالبهم
وقبل هذا وذاك
عن فرحتهم بانتصار ثورة كل الليبيين
ثورة 17 فبراير
: