السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إشتقتُ كثير
للكتابة في مدونتي الصغيرة هذه
بعد فترة انقطاع كانت ضرورية لي لوضع النقاط على الحروف في حياتي
^_^
واليوم سأكتب عن مأساة يعيشها
معظم من يسكن في طريق عرادة وبالأخص في نهايتها
وأنا للأسف أحد هؤلاء الغير محظوظين بكل المقاييس
ففصل الشتاء
هو عند الكثيرين فصل مميز جدا
بتدني درجات الحرارة ودفء أشعة الشمس عند بزوغها
وقصر النهار وطول فترة الليل
وأكثر ما يميز هذا الفصل هو نزول الأمطار وروعة منظر الطبيعة
عند تهاطل الأمطار لترويَ الأرض وتكسيها حُلة خضراء زاهية
هذا ربما هو شعور كل الناس إزاء هذا الفصل
باستثناء
من يقطنُ في نهاية طريق عرادة !!
أجل فهم الوحيدون الذين يدعون الله أن لا تسقط الأمطار أبدا
لأنه ببساطة
بمجرد سقوط الأمطار يعني غرقهم وعزلهم عن العالم
فالطريق الرئيسية التي يستعملها الجميع هناك
تغرق تماما من أول قطرات تنزل بها
وتصبح عبارة عن مستنقعات كبيرة جدا
يمكن حتى أن تسبح فيها من ارتفاعها !!
بمجرد سقوط الأمطار
معناه أنه على السكان هناك أن يلتزموا منازلهم
فالخروج إلى أي مكان يستلزم العوم والسباحة أو استعمال القوارب بدل السيارات
التي
تغرق بمجرد أن يغامر أحدهم باختراق المستنقعات المتكونة على الطرق
يا له من واقع
والجميع يعاني من مدة بعيدة
وراسلوا كل الجهات المسئولة دون جدوى
وإلى الآن والمسؤولين يتفرجون عاجزين عن إيجاد حل لهذه المعضلة
التي يبدو أنها عندهم أصعب من تحضير الذَّرَّة!!
ويكتفون بإرسال ما أطلق عليه الناس هناك " الفيَلة "
أي سيارات تصريف المياه بعد أيام من التعب والتشحْوير
لا أعرف كيف يمكن أن يكون هذا حال منطقة لا تبعدُ عن مركز مدينة طرابلس العاصمة
أكثر من عشر كيلو مترات !!
وهل لابد أن يسكن مسئول هناك حتى يجدوا حلا للمواطنين المتعثرين الذين يشكل لهم فصل الشتاء
كابوسا مخيفا ومعاناة لا يعلم بها إلا الله
فهل سيصلنا يوما ما يقولون عنه ليبيا الغد
أم أنه مازال أمامنا سنوات أخرى من العذاب
ليجدوا لنا حلا مناسبا
لهذه المعضلة العصيَّة عن الحل ؟!
أو على ما يبدو أنهم يريدون أن تصبح تلك المنطقة منطقة سياحية
على غرار مدينة فينيسيا الإيطالية
" تفكير منطقي جدا ويدل على بُعد نظر "
!!!
أتمنى أن يتقي المسئولون اللهَ فينا
وأن يجدوا لنا حل لتطوير شبكة تصريف المياه
على الأقل يصبح بإمكاننا أن نفرح بسقوط الغيث النافع عند سقوطه
ونصلي صلاة الإستسقاء لو تأخر هطوله
مثل باقي البشر !!
****
