2011/11/28

سنة هجرية مباركة ( 1433 )




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سنة هجرية جديدة تطل علينا
( 1433 )
أسأل الله العلي العظيم أن تكون سنة خير على الجميع
وأتمنى أن يعُمّ الأمن والخير على كل الليبيين
وأن نرى بلادنا وهي تتقدم بخطوات ثابتة وواثقة
نحو الديمقراطية ونحو بناء ليبيا الجديدة
التي يطمح إليها كل الليبيين

:
في أمان الله

2011/11/08

عيدكم مبارك



كل عام وأنتم بخير
و
عيدكم مبارك
:



2011/10/21

انتهى حكم الطاغية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله
أخيرا زال القذافي
وذهب عهد حكمه وطغيانه إلى غير رجعة
والحقيقة مهما كتبت لن أصف تلك الفرحة الهستيرية
التي ارتسمت على وجوه الليبيين
فرحة بانتصار الثورة وبإسقاط الطاغية
وفرحة بأخذ ثأر كل الليبيين الذي ظلمهم هذه الطاغية طيلة فترة حكمه في ليبيا
والتي امتدت لأربع عقود كاملة
عاش فيها الليبيون في الحظيظ
:
وبحق
كان سر الانتصار هو كلمة
( الله أكبر )
فـ الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر ولله الحمد
:

2011/10/11

الاعتراف بالمجلس الوطني السوري




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطوة طيبة
أقدم عليها الإخوة في المجلس الوطني الإنتقالي الليبي المؤقت
باعترافهم
بالمجلس الوطني السوري
الذي تم تشكيله قبل أيام
ليأكدوا من خلال هذه الخطوة دعم الليبيين المطلق لإخوانهم في سوريا
في نضالهم المقدس لانتزاع حريتهم من براثن الأسد الطاغية وأزلامه
فكما مررنا نحن الليبيون بتجربة مريرة وصراع كبير
حتى انتزعنا الحرية
وكنا في وقت من الأوقات في أمس الحاجة لمن يقف إلى جانبنا ويساندنا
فكان لزاما علينا الآن أن نساعد إخوتنا السوريين في ثورتهم
وبإذن الله سوف لن نبخل عليهم بالدعم والمؤازرة
:
فـ النظام السوري القائم
ومن خلال متابعتي اليومية
وحواراتي العديدة والكثيرة مع أصدقاء كثر لي من سوريا
أكدوا لي أنه قائم فقط على القبضة الأمنية وكبت الشعب
وإذلال الناس وطمس حقوقهم وتكميم كل صوت يصدح بالحق ويفضح جرائم
هذه الثلة الفاسدة التي تحكم هذا البلد
أما الوطن وكل مقدراته فهو ملك للعائلة الحاكمة والحاشية المقربة منها
وأبناء الشعب يعيشون أوضاعا يرثى لها
ولا يمكنك حتى أن تشكو معاناتك
فالرئيس الحالي بشار الأسد الذي ورث الحكم من والده
بعد تعديل الدستور ليصبح على مقاسه
لم يختلف أبدا عن حكم أبيه وانتهاجه للحكم الدكتاتوري الشمولي
والذي جعل من سوريا سجن كبير لا مجال فيه للانتقاد أو قول كلمة الحق
ومن خلال نظام البطش هذا والذي على رأسه
ماهر الأسد شقيق الرئيس
الذي لم يتوانَ عن تقتيل أبناء الشعب السوري
الذين حاولوا أن يوصلوا صوتهم ويصدحوا بكلمة الحق
ومن هنا
بات يستحيل أن تنشأ عملية إصلاحية في هذا البلد
وقد وصل الفساد إلى ما وصل إليه ووصلت درجة العبث الذي مارسته
تلك العائلة وحاشيتها في إذلال الشعب السوري
درجات يصعب بل ويستحيل احتمالها
وكأن سوريا ما هي إلا إقطاعية لعائلة الأسد وحزب البعث
والطائفة العلوية التي احتكر أبنائها كل شيء في البلد
وعومل أبناء البلد الآخرين على أنهم درجة ثانية أو ربما ثالثة
حتى أن رجلا مثل رامي مخلوف ابن خالة الرئيس الأسد وشقيقه إيهاب
يملكان ثروات طائلة من خلال سيطرتهم على أكثر من نصف اقتصاد البلد
بينما يعيش الشعب في الفقر
:
فوسط كل هذا
لم يكن أمام الشعب السوري
إلا أن يثور ضد الظلم والطغيان إسوة بباقي الشعوب العربية
التي أدركت أخيرا أنه آن للطغاة أن يرحلوا
ويتركوا الشعوب لتقول كلمتها
فخرج الأهالي شيبا وشبابا وأطفالا ونساءا
ليقولوا وبأعلى صوت ودون خوف
( الشعب يريد إسقاط النظام )
فلا خوف بعد الآن فعهد الخوف قد ولى إلى غير رجعة
ومهما حاول الطاغية الأسد وعائلته وزمرته الفاسدة أن يخمدوا ثورة الشعب
فلن يستطيعوا بعون الله
وسينتصر صوت الحق في النهاية لا محالة
مهما كانت الفاتورة باهضة فالحرية تستحق بكل تأكيد
ومهما حاول ذلك المجرم من خلال آلته العسكرية أو الشبيحة أن يفت عضد هذا الشعب
فلن يتمكن أبدا
فقط
عليكم بالصبر والمصابرة إخوتي الثوار في سوريا
تعاضدوا وتوحدوا وكونوا يدا واحدة ضد هذا الطاغية
ولا تنازعوا بينكم ووحدوا هدفكم وهو إسقاط هذا النظام الفاسد
وعليكم قبل كل شيء بإخلاص النية
واحرصوا على التكبير والدعاء
فما التوفيق إلا من عند الله
عز وجل
:
ختاما
أسأل الله العلي العظيم
أن ينصر إخوتنا في سوريا
وأن يوفقهم ليتخلصوا من ظلم هذا الطاغية
اللهم آمين


في أمان الله

كلمة الشيخ الصادق الغرياني لهذا الشهر



بسم الله الرحمن الرحيم


قراءة في المسئوليات والتطورات الأخيرة في ليبيا


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فإنه في الوقت الذي ننادي فيه اليوم بالمصالحة الوطنية، هناك مصالحة أخرى ضرورية
تعد الخطوة الأولى في المصالحة الوطنية وتسبقها، وهي المصالحة مع النفس.
ومعناهامراجعة النفس ومساءلتها، ومراقبة الله تعالى في السر والعلن، ولوم النفس
وتأنيبها عن التقصير، والتزام الحق، والعدل والبعدعن الهوى، والتخلص من الأنانية
والأغراض والكراهية والأحقاد، والبعد عن فساد الماضي وانحرافاته وسلبياته.
والمصالحة مع النفس منها ما يعني الرئيس والمسئول، ومنها ما يعني المرؤوس وعامة
الناس، ومنها ما يعنيهما معا.


 أولامسؤولية الرئيس وولي الأمر:
الرئيس والمسئول يشمل ولي الأمر، ورئيس الدولة والحكومة، والوزير، ورئيس المؤسسة،
فكل هؤلاء ولي أمر ومسئول فيما وُلِّي عليه،ومصالحة النفس في حقهم تشمل ما يلي:
1- التنبه إلى بطانة السوء وحاشية الكذب التي عادة ما تنتهز الفرص وتجد سبيلها إليهم
عن طريق التمجيد الكاذب والمداهنة والنفاق،فأخطر ما يقع به الحاكم في الزلل بطانته
السيئة، لذا عندما ذكر الماوردي في الأحكام السلطانية المهام العشرة التي يجب على ولي
الأمرالقيام بها تجاه الرعية، عَدَّ منها تعيين بطانته الصالحة وتفقد حواشيه، قال الله تعالى:
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِن دُونِكُمْ لايَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّم)
(
آل عمران آية 118)، وخطورة بطانة السوء على الحاكم والأمير الصالح تكمن في حجب
ظُلاَمَات الناس وحقائق الأمور عنه، واستبدال ذلك بما يخدم مصالحها ويعزز نفوذها
وتسلطها، فالمتعين على ولي الأمر اتخاذ حاشية نصحاء أمناءمن ذوي الدين والكفاية، فإن
غير ذوو الدين والأمانة يغشُّونه ولا تصل إليه الأمور من خلالهم إلا مُشوَّهة، ولا يعفيه
التقصير حينها فيما يجب اتخاذُه لحفظ الوطن من المسؤولية.
2- التفطن إلى أن مسؤوليته شاملة لكل ما يقع تحت سلطانه من صغير الأمور وكبيرها،
كما قال عمر، وهو بالمدينةلو عثرت بغلة بالعراق لخفت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تُسَوِّ
لها الطريق؟.  قال صلى الله عليه وسلم: ( فَالْأَمِيرُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ ، ... أَلا وَكُلُّكُمْ رَاعٍ ،
وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
3- الشفافية والوضوح، والتخلص من العشوائية وعدم التخطيط، والاستبدادِ، والظلمِ،
وانتهاكِ الشرائع والقوانين، والتحايلِ عليها،واختلاسِ الثروات ونهب المال العام،
واختلاقِ المشاريع الخاسرة أو الوهمية لسرقة الأموال، والهيمنةِ على الضعفاء واستغلال
النفوذ، والابتعادُ عن المقايضة في المصالح وتبادل المنافع، وأن يَعُدَّ المسئول ذلك كله من
السحت والرشوة المبطنة، وإن سميت بغير اسمها.
4- إتاحة تكافئ الفرص بين الرعية وإنزال الناس منازلهم، والتقديم بينهم بالكفاية
والمهارة والخبرة والإتقان والإخلاص والعطاء للبلدوالمؤَهَّل، والمنافسةِ الحقيقية العادلة،
لا بالجهة والقبيلة والعائلة، أو الارتشاء وفساد الذمم، والتخلصُ من العصبية الضيقة
والقبلية المقيتة، إلى رحابة الوطن وانتماء الإسلام وأخوة الإيمان (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
(
الحجرات آية 10).
5ـ التواضع والرفق والاقتراب من ذوي الحاجات والمظلومين دون أن يحوّجهم إلى
وساطة صديق أو قريب أو ذي سلطان، وأن يعلمأن عدل ساعة فيما وُلِّيَه أفضل من عبادة
سنة.
والسؤال الآن بعد معرفة مسئوليات ولاة الأمر والحكام، كيف نفسر عجز الحكومة عن بسط
نفوذها على العاصمة، التي مظاهرُهاكثيرة، وأضرب عليها ثلاثة أمثلة:
1- كتائب الثوار داخل مدينة طرابلس لا تزال بينها تحديات تهدد بانفلات أمني خطير، فكلٌّ
يريد أن يفرض وجوده، يعتقل من يريد،ويُداهم ما يريد، ولا يسمع لأحد، أليس من واجب
الحكومة أن تُمَكِّن لمن له الشَّرْعِيَّة، وتكف ما سواه وتقفه عند حده حتى لا يقعالصدام؟!فإن قالت الحكومة لا أدري بما يجري، فتلك مصيبة، وإن قالتأدري ولكني عاجزة،
فعليها أن تُعلن عجزها للمجلسالانتقالي الذي كَلَّفها، وللناس، ليخرجوا لتصحيح ثورتهم
ويختاروا طريقهم.
2- لم تستطع الحكومة الفصل حتى في النزاع الواقع على مباني الفضائيات التي كانت
تديرها قنوات القذافي، والآن بعد ما يقرب منشهرين من تحرير طرابلس، لا زالت
القنوات معطلة، وليس للدولة قناة فضائية واحدة تتكلم باسمها، والسبب أن كل فريق
يستولي على مقر لا يريد الخروج منه، فأين الحكومة؟
3ـ جبهة بني وليد، مَنِ المسئول عما فيها من تقصير شكا منه الثوار ولا يزالون يشكون؟
حتى إن أحد الثوار الراجع منها مجروحا في حديث منقول له على قناة ليبيا الأحرار هذا
الأسبوع من ميدان الشهداء قالإن السبب في كثرة الإصابات والقتلة فيهم أنهم لايملكون
وسائل اتصال أو مناظير، مما يسهل التفاف العدو عليهم، إذا كانت الجبهة تعاني من نقص
حتى في مثل هذا الصغير من الأشياء ، فكيف بغيرها؟ فما خفي ربما كان أعظم،
هذه دماء يا حكومةولابد في نهاية الأمر من مساءلات ، فالأمر تغير ، وليس كما كان
فيما خلا من الأيام.
             
ثانياالمرؤوس
ويشمل الثوار وعامة الناس، فالمصالحة مع النفس في حقهم تعني ما يلي:
1- النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وذلك يستلزم التخلص من التفريط
والتهاون في الواجبات والمسؤوليات، ومايؤدي إلى فساد الذمم والظلم وإضاعة الحقوق،
ويستلزم الانضباط في الأداء الوظيفي كَمًّا وكيفا، بما يحقق أعلى مستوى في التنمية
والإنتاج ، والتقيدَ في ذلك كله بالقوانين، كما يستلزم طاعة الله ورسوله وولي الأمر الذي
عاهدوه وبايعوه ، وجُمِعَت الكلمة حوله ، والتقيد في ذلك بشرع الله وحدوده ، وترك
المعاصي والمخالفات ، فذلك هو سبيل النصر والتوفيق.
 2- أن يتساءل الناس كيف نصر الله الثوار وهم قلة في العدد والعُدَد، حين كان شأنهم
واحد وكلمتهم سواء ، وأوكلوا أمرهم إلى الله فقاتلوا جيشا عرمرما مدربا ، مدججا
ومجهزا بأعلى ما تستعد به للحروب الدولُ ، فنصرهم الله ومكن لهم وأيَّدهم ، ولم يكن
لهم منالسلاح شيء سوى ما يَغلبون عليه وينتزعونه من عدوهم، فعلموا حقا ورأوا
رأي العين قول الله: (وما النصر إلا منعند الله). 
وكيف أبطأ عنهم النصر في سرت وفي
بني وليد وقدموا من الضحايا ما لم يحتسبوا ولا توقعوا ، 
مع كثرة عددهم ووفرة
عدتهم وانكسار شوكة رأس عدوهم وفراره في الصحاري والبراري.
ألا يستدعي هذا منا التأمل ومراجعة أمرنا والنظر في أسباب ما حولنا؟ 
والجوابأبطأ النصر حين تنازعوا على الغنائم وتعددت جماعاتهم حتى هددت الأمن في
عاصمتهم، وصار كل فصيل ينادي بالشهرة على نفسه بعد أن كان الجميع تحت راية
(الله أكبرونصرة الحق وجمع كلمة الوطن ، فأوكلهم الله حين اختلفت كلمتهم وتنادوا
بالجهة والقبيلة إلى أنفسهم، وقد قال القائل
إذا لم يَكُن عَوْنٌ من الله للفتى              فأولُ ما يَجْني عليه اجتهادُه
فالذي أبطأ النَصرَ ارتكابُ المعاصي والمخالفات التي منهازهو الثوار وافتخارهم
بالجهات والانتماءات، وتوجههم إلى الغنائم بغير حق،والتعدي على المال الخاص
والعام والحرمات ، والظهور بمظهر تحقيق الذات ، والإعجابُ بالانتصارات ، وطلب
الشهرة بالانتساب إلى الجهة والبلدة والقبيلة، فذلك كله مما أبطأ النصر، وهو أيضا
مما يُبطل الأعمال ، ويُفسد الجها د، ويَذهب بالحسنات ، كما يؤدي إلى النزاع والفرقة
والشقاق وزعزعة الاستقرار وأمن البلاد ، ويكلف المزيد من الدماء والتضحيات.
3- على الثوار للمصالحة مع النفس وتعجيل النصرالرجوع إلى إخلاص النية، وترك
التفاخر بالجهة ، وجمع الكلمة ، والكف عنالغارات على الممتلكات العامة والتعدي
على الأموال ، والحفاظ على إقامة الصلاة في الجبهات ، والحفاظ على حدود الله وترك
المعاصي ،كالحشيش ، والخمر، والزنا.
التكبير والتحميد والتمجيد لله والتعظيم ، تحول إلى رقص وغناء واختلاط مريب بين
الرجال والنساء في العاصمة في ميدان الشهداء،أليس هذا بعينه ما كان يفعله القذافي
في باب العزيزية كل ليلة ، فدك الله بمعاصيه التليدة والجديدة حصونه ، وأزال ملكه ،
وأدال دولته، (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ) (يونس آية 102)، وقد
حكم الله في كتابه ولا معقب لحكمه (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّين)
(
المجادلة آية 20).

  ثالثاالمصالحة مع النفس للرئيس والمرؤوس وتشمل ما يلي:1- أن يكون شعارنا (وَقُلِ اعْمَلُوا) (التوبة آية 105) ، أي اقتران المقال بالفعال ،
لا الاكتفاء 
بتجويد الكلام وبهرجة الأقوال ، كما قال تعالى في المنافقين (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ
فِي لَحْنِ الْقَوْلِ
(محمد آية 30) ، مع خواء الأعمال (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف آية3). 
2- توخي العدل ، واحترام الشرائع والقوانين ، وأكل الحلال ، وإيصال الحقوق إلى
الضعيف.
3- أن نعبد الله على بصيرة ، لا أن نمنع الحقوق ، ونستغفل الناس ، ونظلم العباد ،
ونعطل حوائجهم ، ونتحايل على الأموال ، ثم نبني بهاالمساجد ونكفل بها الأيتام.
 رفع ظلم عن مظلوم واحد خير عند الله من بناء مسجد ومن كفالة الأيتام وإفطار
الصوام ، لأن الأول فر ض، والثاني نفل، وقد جاء فيالحديث القدسي أن الله عز وجل
يقول: (... وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)
(
البخاري رقم 6137).
4- من كف في إدارته وعمله عن الظلم، وحاد عن الجور والميل، وأنصف بين الناس
وسَوَّى بينهم بالعدل، وحافظ على مال الأمة فيوظيفته، وَوَضَعَه موضعه، وأوصل إلى
الناس حقوقهم، هو أفضل ممن تطوع بنوافل الإحسان والصدقات مهما عظمت (فإِنَّ
الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ،
الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا) (مسلم رقم1827)، كما ثبت في صحيح
البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم
لا ظل إلا ظله: (إِمَامٌعَادِل)، وفي الخبر: (عَدْل ساعة أفضل من عبادة سنة)، وفي
حديث ابن عباس، قالقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (يَوْمٌ مِنْ إِمَامٍعَادِلٍ
أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً) (السنن الكبرى للبيهقي (8/ 281).
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أيضا فيما يرويه عنه أبو هريرة رضي الله عنه :
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ بِأَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَلَا شَرَابَهُ)
(
البخاري رقم 1903) أي فليس لله حاجة في صومه.
فالمصالحة مع النفس في مجمل وجوهها تعني باختصار:
(
بَلِ الإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَة) (القيامة آية 14).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
13 –  ذو القعدة - 1432 هـ
11 أكتوبر 2011 م



نقلا عن (موقع التناصح)
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الصادق الغرياني
http://www.tanasuh.com/NEW/leadingarticle.php?id=4939





.

2011/10/10

شكرا للشعب التونسي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كنت الأسبوع الماضي في زيارة سريعة لتونس
ذلك البلد العزيز على قلوب كل الليبيين
وكان سبب السفر
هو علاج صديق لي أسأل الله له السلامة والعافية
والشفاء العاجل بإذن الله
والحقيقة
وددتُ أن أشكر الشعب التونسي الشقيق
على وقوفهم بجانب إخوانهم الليبيين في محنتهم
ومساندتهم ودعمهم لشعبنا لإنجاح ثورتنا
ثورة السابع عشر من فبراير
فكل الشكر لإخوتنا التوانسة
الذين تحملونا رغم ظروفهم ورغم أنهم في طور بناء دولتهم
بعد نجاح الثورة هناك والتي كانت الشرارة التي ألهبت حماس
باقي الدول العربية للانتفاض ضد الطغاة
وبرغم كل شيء
فقد وقفوا معنا وهبوا لمساعدتنا
ولم يبخلوا علينا بأي شيء
فأين ما تذهب تجد المعاملة الحسنة والترحاب وتقديم يد العون
وهذا ليس بغريب على أبناء تونس الخضراء
كل الشكر والتقدير لتونس حكومة وشعبا
وأتمنى الإزدهار والتنمية لهذا الشعب المكافح
بعد أن تخلص من عهد الدكتاتورية
ودخل عهد
الحرية


في أمان الله

2011/09/30

الأمازيغ الليبيين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


منذ فترة طويلة
وأنا أسمع بأن هناك ليبيون خاصة في الجبل وزوارة
لديهم لغة خاصة
يتحدثون بها فيما بينهم
ولم يشد هذا الموضوع انتباهي إلا من سنوات قليلة مضت
عندما كان معنا في كورس اللغة الإنجليزية فتاة من مدينة زوارة
كانت رغم صغر سنها متميزة جدا ومجيدة للغة الإنجليزية وكانت تحاور الأستاذ بكل طلاقة
وتتحاور معنا في مواضيع أكبر من سنها بكثير
وأكثر ما اثار اهتمامي
هو حديثها عن الثقافة الأمازيغية
واللغة الأمازيغية التي تحاول الدولة الليبية آنذاك طمسها
فقد تحدثت عن معاناة الأمازيغ وتهميشهم ومحاولة مسح هويتهم
ولكنها أكدت لنا
أن أغلب الأسر الأمازيغية كانت تحرص كل الحرص على الحفاظ على موروثهم الثقافي
رغم كل التضييقات عليهم
فهي مثلا لا تتحدث داخل البيت مع أسرتها إلا بالأمازيغية
بل أنها تعلمت من والديها حتى طريقة الكتابة بتلك اللغة
وحتى عندما قال لها أحد الزملاء أن الأمازيغ لا يحبون العرب !!
أكدت لنا أن هذا الكلام عار عن الصحة
وأن هذا ما يحاول المسؤولون في الدولة إشاعته بين الناس
للتفتين بين الليبيين
حقيقة أكبرتُ قيها عاليا فخرها واعتزازها بأصلها ولغتها
وحرصها على الحفاظ على ثقافة آبائها وأجدادها
وبعد فترة
تعرفت على شباب أمازيغ من الجبل
الحقيقة كانوا بحق نعم الناس وتشرفت كثيرا بمعرفتهم
شباب قمة في الأدب والأخلاق والرقي
والحق تعلمت منهم العديد من الكلمات باللغة الأمازيغية
وتمنيت أن تتاح لي الفرصة لأن أتقن هذه اللغة في يوم ما
وتأكد لي مدى حرص أمازيغ ليبيا على أن لا يضيع ما ورثوه عن أجدادهم

وسبحان الله
في الوقت الذي لم يطالب به الأمازيغ في ليبيا إلا بحقهم في التحدث بحرية بلغتهم
وإظهار تراثهم وثقافتهم للعلن
فإذا به
تأتي ثورة 17 فبراير
لتنتصر للمظلومين وتعطيهم كامل حقوقهم التي سلبت منهم في عهد الطاغية
وليصبح بإمكان أمازيغ ليبيا أن يعبروا عن أنفسهم
وعن لغتهم وثقافتهم
بكل حرية
شأنهم شأن كل الليبيين
أن يعيشوا أحرارا على أرض ليبيا الحرة
هذه الأرض التي روتها دماء شهدائنا البواسل
من كل المدن الليبية
في ثورة جمعتنا نحن الليبيين ووحدتنا جميعا
وصهرتنا في بوتقة واحدة
لا عرب ولا أمازيغ ولا شرقي ولا غربي
كلنا اتحدنا من أجل أن تنتصر الثورة
فكنا لُحمة واحدة يجمعنا حب هذا الوطن الغالي
( لـيبيـا )
وكم كنت مبتهجا وأنا أشارك إخوتي الفرحة
يوم الثلاثاء الماضي
في ليلة مميزة من ليالي طرابلس الرائعة
ليلة لا تنسى
رُسمت فيها لوحة فسيفسائية جميلة تدل على مدى تلاحم الليبيين مع بعضهم البعض
إخوة متحابين
فرحين
وإخوتنا الأمازيغ كانوا في قمة السعادة
فـ ها قد جاء اليوم
الذي بات بإمكانهم أن يخرجوا في ميدان الشهداء
بكل حرية
ويعبروا عن آرائهم ومطالبهم
وقبل هذا وذاك
عن فرحتهم بانتصار ثورة كل الليبيين
ثورة 17 فبراير
 :



تعريب وتطوير مدونة الاحرار -- 2009 >>