2011/01/23

( Verb to Be ) الشباب الليبي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المعروف
أن هناك في اللغة الإنجليزية
أفعال مساعدة كثيرة الاستعمال في معظم الجمل
وهي جزء رئيسي من الكلام بهذه اللغة العالمية
ويأتي على رأس تلك الأفعال
Verb to Be

ونفس الشيء
هناك في اللغة التي يستخدمها شبابنا هذه الأيام
كلمات
بذيئة ووقحة ودنيئة
يستعملونها في كل جملة تقريبا يتبادلونها بينهم وكأن الكلام لا يتم إلا بها
كلمات
كلها سب وشتم وكلام بذيء
تستحي حتى عند سماعها بالمصادفة

ومن هنا
استعنتُ أنا وصديق لي بمصطلح
(Verb to Be)
للتعليق على ما نسمعه من هؤلاء الشباب
وكثير ما هم
في الشوارع والطرقات وفي الكليات بمختلف الجامعات
وفي الملاعب والساحات
وفي الأسواق والمدارس والحدائق والمصائف والحارات
في كل مكان يتواجد فيه مجموعة شباب
لابد عندما نمر بهم أو نتكلم معهم أن نسمع هذه الألفاظ والمصطلحات
فما يكون من صديقي إلا أن يقول لي
" أهو بدو في الــ Verb to Be "

والغريب في الأمر
أن معظم وجُل الشباب يستعملون هذه الألفاظ في حواراتهم
وقليل هم من سَلم من ذلك
بل أن الأطفال في المدارس لم يسلموا من ذلك
فلك أن تذهب إلى أي مدرسة ابتدائية لتسمع ما لا يسرك من الكلمات التي لا تمت للأخلاق بصلة

وأذكر يوما ما
حاولت أن أنصح شابا من أقربائي
بضرورة أن يبتعد عن آفة اللسان هذه ويحسن ألفاظه
فرد عليَّ بكل وقاحة قائلا
" كيف تبيني ندوي .. زي الشيابين زيك !! "
تكلمتُ وألحيْتُ عليه بالنصح
لكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي وتركني وهو في تفكيره
أنني أنا المخطيء وليس هو
فأنا لا أستعمل عبارات الشباب الرائجة والتي يعتبرها هو من الصفات المميزة لهذه المرحلة العمرية

وشاب آخر
حدثنا أنا وصديقي عن موقف حدث معهُ قائلا
" تعرفو ،  آمس قريب زلقت قدام الشيباني بكلمة أكبر من راسي " !
غريب حال شبابنا هذه الأيام
وأصلا من جبرك على تعويد لسانك على استخدام بذيء الكلام
الذي لا يزيد الإنسان إلا ذنوبا وسخفا
ألا يمكن للشاب أن يكون أسلوبه راقيا وأن يتحدث بلباقة بجميل الكلام
هل هذا سيخرجه من دائرة الشباب العصري
أم أن الآخرين من أصدقائه لن يفهموا عليه إلا إذا نطق بتلك الجواهر !!

صراحة
الواحد معاش قادر يتحمل
ذلك التلوث السمعي من الشباب الغير مبالي
لا محترمين شاب ولا فتاة ولا مرأة ولا رجل مسن
ولا رجل هو وزوجته وأبنائه
ولا أي شيء
أينما ذهبتَ لابد أن يشَنِّفوا أسماعنا بسخيف العبارات والألفاظ
إذا مررتَ في الطريق أو ذهبت لحديقة عامة للاستجمام وتغيير الجو
أو ذهبت إلى ساحة شعبية لتلعب كرة القدم أو حتى قادتك قدماك لمدرجات ملعب 11 يونيو
أو حتى كنت مارا بسيارتك ومررت بمجموعة شباب
فحتما سينوبك من الخير جانب
وسيصل إلى مسامعك بالتأكيد ما لذ وطاب من مختلف العبارات والألفاظ
والتي يغطي الشيطان منها وجهه

فلماذا
وصل شبابنا إلى هذه المواصيل
وكيف يمكن أن نسهم في عودة الكلمة الطيبة
إلى أفواه هؤلاء
كم أتمنى من الجميع أن يكون ديدنه الكلم الطيب ويذكر دوما
أننا محاسبون عن كل كلمة نقولها وننطق بها
فلا تبخلوا على شبابنا بالنصيحة
فالكلمة الطيبة حسنة
وواقع الشباب اليوم يحتاج لتكاثف الجهود من أجل القضاء على هذا التلوث السمعي
المتفشي في مجتمعنا وبين شبابنا

أسأل الله الهداية للجميع
وأسأله تعالى أن يعيننا على حفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة وبذيء الكلام
وأن يوفقنا لأن نكون ممن هم ألسنتهم رطبة بذكره عز وجل
اللهم آمين

في أمان الله



هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم

    أخي الكريم كل شئ أٌفسد سيصلح إلا الاخلاق ، حدث معي ذات يوم أن قابلت شاب عربي بدأ يحاول محادثتي باللهجة الليبية ، فكان يستخدم الكثير من الكلمات البذيئة ، فما كان مني الا أن قاطعته وقلت له لماذا تتكلم معي بهذه الطريقة ، فقال : (انتم هكذا تتكلمون اليس كذلك ، كنت مع شباب ليبيين كلهم كلامهم بهذا الشكل عند وجودي في لندن ) !!!؟؟......فطال الحديث .

    شكراً لكَ

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    نورت خوي المدونة ولكَ الشكر على مشاركتك القيّمة .. وقصتك مع هذا الشاب العربي زادت حقيقة من تساؤلاتي لأنه على ما يبدو أن بعض شبابنا لا يعلم أنه عندما يكون خارج البلاد فهو سفير لـ ليبيا وكل ما يقوم به محسوب على كل الليبيين .. والسؤال المهم هو لماذا الكثير من شبابنا اعتاد لسانه على هكذا كلمات !؟

    تقبل فائق تقديري واحترامي أخي ولكَ جزيل الشكر

    ردحذف

تعريب وتطوير مدونة الاحرار -- 2009 >>