2011/09/18

نعم للوحدة الوطنية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أترحم بداية على شهدائنا الأبرار
وأسأل الله أن يوفق الثوار في جميع الجبهات
وأن يشفيَ الجرحى والمصابين
وأن يعيد كل المفقودين إلى أهاليهم سالمين
آمين
يا رب العالمين
:
وبعد
:
تمر هذه الأيام بلدنا ليبيا بمرحلة دقيقة ومفصلية
في طريق تكوين الدولة
بعد اثنين وأربعين عاما من التغييب والتعطيل لكافة مؤسسات البلد
حتى أضحت دولة بلا مؤسسات ولا أي مقومات
فلهذا فمن الطبيعي أن تمر دولتنا الحرة التي نصبو لبنائها بمخاض عسير
قبل أن نصل بها إلى بر الأمان
لذا يجب أن نتحلى بالصبر وان لا نستعجل الوصول وأن نصعد السلم درجة درجة
ومرحلة مرحلة
ولكن
ما ألحظه في هذه الفترة الحرجة أن الجميع متعجل ويريد كل شيء في وقت واحد
والكل يريد أن يرى ليبيا كما يريدها هو
وبمنظوره الخاص دون النظر إلى الآخرين
:
فعلى الرغم من أن ثوارنا لا يزالون يُسَطرون ملحمة التحرير
بأحرف من ذهب
ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل تحرير كامل تراب الوطن
ممن تبقى من فلول كتائب الطاغية
ورغم وجود قضايا بالغة الأهمية مثل علاج الجرحى والمصابين
والاهتمام بالمهجرين والنازحين ممن تدمرت منازلهم جراء قصف الكتائب
وتوفير المرتبات ومتطلبات الحياة الرئيسية من بنزين وغاز وماء وغذاء وكهرباء
وإعادة إعمار المدن التي دمرت بنسبة كبيرة
والاهتمام بعوائل وأسر الشهداء الذين بذلوا حياتهم فداءا لـ ليبيا
وروَوْا بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن ثمنا للحرية
التي لولاهم بعد فضل الله عز وجل
ما كنا لننعم بها وما كنا لنصل لما وصلنا إليه الآن
رغم ذلك كله
نجد أن بعضنا وللأسف منهم أشخاص
كنا ولازلنا نعول عليهم ليكونوا قيادات تسهم في مرور البلد من مفترق الطرق هذا
تركوا كل تلك الأولويات التي تحتاج إلى وحدة الصف وتظافر الجهود
وبدءوا لعبة سياسية لا هذا وقتها ولا نحن بصددها الآن
فأصبح تغليب المصالح الشخصية هو السائد
ونسينا أو تناسيْنا أن هذا هو وقت التعاضد والوقوف جنبا إلى جنب
لنكمل مرحلة التحرير أولا
ومن ثمَّ نتفق على آلية إدارة البلاد والأمور السياسية الأخرى
:
فهل بالله عليكم هذا وقت الصراعات
كنا خلال هذه الثورة وطيلة ما يزيد عن ستة أشهر يدا واحدة
والتففْنا جميعا حول المجلس الوطني الإنتقالي وأعضاءه كـ ممثل شرعي ووحيد لنا
واتحادنا وإجماعنا ذاك هو ما أجبر العالم كله على الوقوف إلى جانبنا
والإيمان بعدالة قضيتنا ودعمنا ضد الطاغية وأزلامه
وقفنا صفا واحدا على اختلاف آرائنا لأننا وضعنا نصب أعيننا هدف واحد
وهو
الحرية وبناء ليبيا الحرة الجديدة
هذا كان هو هدف الجميع واتحادنا على ذلك هو ما مكننا من تحقيق الانتصارات
فلماذا لا نبقى يدا واحدة متماسكين وننبذ الخلاف والأناة وحب الذات
ونسبق مصلحة الوطن ونجعلها فوق كل اعتبار
:
أقول كلماتي هذه وأنا كُلِّي أسى وحزن
كوني أرى أن عُرى الوحدة وهي تنفصل والخلاف يدبُّ بين أوصال قياداتنا السياسية
فالخلاف الحاصل مثلا بين رجل فاضل مثل الدكتور محمود جبريل والشيخ الجليل علي الصلابي
لا أرى له مبرر على الإطلاق وليس هذا وقته بالمرة
وما كان يجب أن يطفوَ إلى السطح
فشيخنا الدكتور عليّ الجميع يعرف مكانته وعلمه وما قدمه لثورة 17 فبراير
وهذا الجهد لا يستطيع أحد نكرانه
لكن ما كان يجب أن يقول أن الليبيين مجمعين على ضرورة تنحي الدكتور محمود جبريل من منصبه
فليس لأحد أن يتكلم باسم الليبيين جميعا مهما كان
وكل ليبي له الحق أن يبدي رأيه الذي يعبر عن نفسه دون أن يعمم ويفرض ذلك على الآخرين
وقد سمعتُ الشيخ حفظه الله نفى ما نسب له وقال أن هذا رأيه الخاص فقط
ولا أدري حقيقة على ماذا استند شيخنا في رأيه ذاك
فكل أعضاء المجلس وقيادات الثوار وأعضاء المكتب التنفيذي
أراهم أناساً ساندوا الثورة وبذلوا ما يستطيعون كلٌّ حسب جهده
فلا يجب أن نقصي أحدا إلى أن نأتي بالبينة على سبب ذلك
أما إطلاق الأحكام هكذا لا أظنه صائبا
فالتحفظات على شخص ما وقراراته الآنية في إدارة الأزمة أكيد أنها ستكون متواجدة
ولكن لا ينبغي أن نخرج عن الإجماع والوحدة بل يجب أن ننقد ونقدم النصح
ونقول أن هذا قرار صائب وهذا ما كان يجب أن يكون
أما أن نصمتَ ونضمر في قلوبنا وننفجر مرة واحدة لنكيل التهمَ إلى بعضنا البعض
هذا أظنه يضر بقضيتنا وبمسيرة البلد نحو تحقيق أهداف الثورة وتطلعاتنا
والدكتور محمود جبريل أراه شخصية مميزة قدمت الكثير والكثير
وكان له دور في إقناع دول العالم بالمجلس الإنتقالي وبفقدان شرعية الطاغية واللا نظام الذي كان يقوده
وساهم بكفائته في حشد الدعم العربي والدولي لثورتنا
وشخصيا لا أرى شخصا أكفأ منه على تشكيل وقيادة الحكومة الإنتقالية الجديدة
ولكن يجب على الدكتور أن يأخذ في الاعتبار الملاحظات التي يقدمها المجلس وقيادات الثوار
في بعض الشخصيات التي ستكون في الحكومة المشكلة
والتي يجب أن تكون أشمل وتضم كافة الأطياف وتجمع كل الكفاءات التي ولله الحمد
تزخر بها ليبيا
والأهم هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
دون إقصاء لأحد وبالتوافق ودون خلاف
فـ ليبيا تسع الجميع وثورة 17 فبراير هي ثورة كل الليبيين دون استثناء
فقط
لنبقى يدا واحدة متحدين ومتضامنين ولنعمل جميعا من أجل شيء واحد فقط
وهو
بناء ليبيا الحرة
:
أملي كبير وثقتي أكبر
في أن الإخوة الأفاضل الذين وضع الشعب الليبي ثقته فيهم لن يخذلوه
وأتمنى أن يجمع المستشار مصطفى عبد الجليل الفرقاء
وأن يتم تقريب وجهات النظر ونبذ الخلاف وعودة اللحمة الوطنية
فهذا هو المطلوب في الوقت الحاضر
وهذا ما سيعطي الأمان لكل الشعب الليبي ويبدد مخاوف الفرقة والانقسام
وهذا ما سيجعلنا نمضي قُدُما في تحقيق كافة أهداف الثورة
ودعونا الآن نقف جميعا صفا واحدا مع ثوارنا في الجبهة
فتحرير الوطن هو آكد الأولويات
:
اللهم انصر ثوارنا على الطاغية وأزلامه وكتائبه
ووفقنا لبناء دولتنا
واجعل بلدنا هذا بلدا آمنا
سخاءا رخاءا على كل الليبيين
اللهم آمين
:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعريب وتطوير مدونة الاحرار -- 2009 >>